ألقى فضيلة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو مساء الأحد 08/03/2015 بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية لجمعية الفتاة للتوعية والتربية محاضرة عن "دور المرأة في بناء الوطن"
وجاءت هذه المحاضرة ضمن فعاليات تخليد الجمعية لليوم العالمي للمرأة وسط حضور جماهيري كبير، ورسميين.
وقال فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو "إن النساء لهن مكانهن في هذا البنيان وهو مكان غير ضيق وغير محجوز وغير محتقر وعلى الإنسان أن يسعى لأن يكون مصلحا وأن يكون لبنة إصلاح في بناء المجتمع، والبنيان فيه ثلاثة أقسام ، فيه أصول وهي ماتحت الأرض، وفيه جدران، وفيه سقوف، فكذلك دور الأفراد.
وأضاف فضيلة الشيخ "أن للرجال مكانهم كذلك وهو ليس مكانا للتجبر والتكبر، فالجميع يتعاونون حتى يكونوا بناء صالح الاستغلال، وهذا البنيان لا يمكن أن نجد أن لبنة من لبناته تفخر على باقية أو نجده يعتمد على أساس واحد من الأسس التي يتكون منها فهو وحدة متكاملة.
واعتبر ولد الددو "أن الرجال والنساء إذا أدركوا ما سبق علموا أن الله سبحانه وتعالى خلق لهم ما في الأرض جميعا وكلفهم باستغلال ذلك وجعل لهم أمدا ووقتا محددا لاستغلاله وهو مدة العمر القصير، وقد جعل الله للإنسان خمسة أعمار".
بقية محاضرة الشيخ ...
العمر الأول منها كان في علم الذر، والعمر الثاني وهو عمرنا فوق الأرض وهو العمر المركزي في أعمارنا لأنه عمر التكليف والعمر الثالث هو عمرنا تحت الأرض في البرزخ بعد الموت وهو عمر طويل جدا، وفيه كثير من الأحوال والمشاهد التي تمر بالإنسان، وبعده يأتي العمر الرابع.وهو عمر القيام ليس فيه جلوس ولا اتكاء ولا راحة ولا نوم، وبعد ذلك العمر الأبدي السرمدي إما في جنة أو في نار وهو أطول الأعمار كلها وهو مرتب على هذا العمر الدنيوي، لذلك لابد أن يدرك الانسان أن مدة بقائه يسيرة وهو يرى الذين قد انصرفوا إلى العمر الثالث.من هنا لابد أن يقوم كل طرف بما خلق من أجله، والتنوع مقصود به التكامل وقيام المصالح ورعايتها جميعا، فالأرض فيها ماديات ومعنويات فالماديات أشرف ما فيها الذهب والفضة والحرير، فقد خص الله النساء بها، وأما المعنويات أشرف ما فيها الإمامة والقوامة وقد خص الله بها الرجال، فإذا التوازن والتعادل بين الجنسين كل له ما يناسبه بقسمة هي العدل، فدعاة إخراج الانسان عن مكانه، يريدون للرجل أن يخرج من موقعه ويريدون للمرأة أن تخرج من موقعها ويريدون لكل أفراد المجتمع أن يخرجوا من مواقعهم، وأن يتركوا ماخلقوا من أجله، فما دعو إليه هو المفسدة بعينها، فما آتى الله تعالى للإنسان من حريات وما كلفهم به من تكاليف ساوى فيها بين الرجال والنساء، وما آتاهم من حقوق وما جعل عليهم من واجبات مستوي وماجعل لبعضهم من حقوق على بعضهم كذلك متوازي.
لا بد أن ندرك أن الحريات التي أتاحها الله تبارك وتعالى للبشر كثيرة منها حرية الاختيار، التنقل، التعلم، التعليم ....ويتساوی فيها جميع الخلق رجال كانوا أم نساء.
أما التكاليف التي جعل الله للرجال والنساء فهي موحدة .. وعلم فيهم ضعفا فخفف عنهم بعض تلك التكاليف...ومن ذلك مراعاة خصوصية المرأة في بعض الأحكام والتكاليف.
ولابد من الحفاظ على الأخلاق والعناية بها فهي قيمة انسانية سابقة على قيمة الرزق وهي أعلى منها، فأي شيء يؤدي إلى فساد الأخلاق فهو مذموم وهو إفساد في الأرض لم يخلق الإنسان من أجله، ومن ذلك الخضوع بالقول، وكلام الريبة، والخلوة بالأجنبي، وهي شباك الشيطان، وشراكه يأخذ بها من البشر من أراد إغواءه.
وإلغاء إنتاج المرأة وهي أكثر نصف المجتمع مفسدة في الأرض، وتعطيل طاقة من طاقات البشرية، فلابد لها من أن تتعلم أولا ولابد أن تعمل بما تعلمت ولا بد أن يكون فيها مختلف التخصصات ليس عمل المرأة محصورا في بعض المسارات، بل لابد أن تشارك في جميع المجالات من تعليم، ووزارة، وهندسة، وتمثيلا للناس في البرلمان...فهي شريكة في الاستخلاف في الأرض.
و ينقسم بناء المجتمع إلی قسمين:بناء فكري وآخر عملي
البناء الفكري يقتضي ترسيخ القيم بين الناس من تعايش وإخاء وتواضع ونفي للظلم، وهذا الدور مشترك بين الرجال والنساء، ودور النساء فيه أكبر نظرا لكونهن يمثلن الأغلبية.
أما الجانب العقلي لافرق فيه بين الرجال والنساء إلا في مسألة واحدة يختص بها الرجال وهي الإمامة العظمى، ولكن لاوجود لها في واقعنا اليوم.
إن الله تعالى شرع لنا الشورى ولم يترك لنا وسيلتها، وقد عرفنا اليوم أن صناديق الاقتراع من أرقى ما يحققها مع أنها استيراد غربي تماما كالكهرباء وكاستخدام رسول الله صلى الله عليه وسلم للخندق فهو ثقافة فارسية،وليس في الشرع مايمنع هذه الأمور.
فالمرأة يجوز لها أن تحتفل بأي شيء يجمعها مع بنات جنسها ولو من غير المسلمين وفقا لضوابط الشرع، لاتطالب المرأة بما ليس من حقوقها، فحقوقها مكفولة بالشرع ، تطالب بتطبيق الشريعة
فإذا طبقنا الشرع فلن نجد أي نقص أو احتقار للمرأة.