أوتزني الحرة..!
كان ردا استنكاريا، محمولا بشحنة من التعجب والحيرة، فكيف تكون المرأة حرة وتزني، ولها في الزواج عن الزنا استغناء، و كيف يكون بمقدورها أن تُحمل معززة مكرمة إلى خدرها، وترضى عن ذلك أن تكون ذليلة تلتحف ظلمة الليل ، أو ظلام المكان ، وكأنها تختبئ من نفسها ، من شؤم فعلتها..!
أو تزني الحرة..!
كان هذا رد هند بنت عتبة، و لم يستثر السؤال إيمانها فهي ماتزال حديثة عهد بالاسلام، إنما استثار فطرتهـا، وأخلاق جُبل الإنسان عليها، فعاف سيء الأخلاق، وخبيث الأفعال ، حتى وإن كان جاهلا ، أو كـافرا..!
وكأن في تعجبها ، غرابة من جمع نقيضين يستحيل ضمهما ( الحرة والزنا) ، كما يستحيل ضم (الجنة والنار) ، إلا في سياق الكلام..
حسْنٌ وَقبح أَو رضىً وَبغاضةٌ يا دَهر إنك جامع الأضداد
لعل مافات على هند رضي الله عنها، لم يفت على النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي أوحي له عن أصناف في زماننا، وبصورة دقيقة الوصف ، وكأنه واقف أمام شاشة كبيرة، عُرضت عليه -فيها- لقطات من شوارع اليوم، ومؤسساته…!
أو تزني الحرة، تعجبت هند..! ولو تدري هند أن شروط البيعة كانت معجزة بحد ذاتها فهي تخاطب كل زمان.
ولو تدري هند أن الحرة المسلمة اليوم تزني شهوة، وتزني بغاءا ، وأن الفطرة انتكست عند الجميع، وأن الخبيث اختلط بالطيب، و مكارم الأخلاق و معالي الأمور أصبحت من النوادر، التي لا توجد -في الغالب- إلا في حكايات الأجداد ، و أسمار أهل الأدب.
أو تزني الحرة ..؟
أجيبك ياهند..اليوم تزني الحرة باسم الحب، وباسم الحرية، و باسم التقدم ، لا تعجبي يا هند، ولا تستنفذي مخزون التعجب قبل أن أخبرك أن أولاد الزنا تفشوا فينا..! و أن القذارة أصبحت عنوان الحضارة..وأن الرجال شبعت من النساء ، نظرا، وزنا ، شبعوا ؛ فاشتهى بعضهم البعض..!
أو تزني الحرة..!
من أكثر المعاصي التي طبَّع معها المجتمع المسلم معصية ( المخادنة) ، أي العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة ، وهي مبتدأ الزنا وفشوه في المجتمع ، فما الذي ينتظر من اثنان ثالثهما الشيطان ..؟..
معصية الزنا من الموبقات السبع، وهي من أوائل المعاصي التي نجح الشيطان في أن يرتكبها البشر ، وهي المعصية الوحيدة التي حرم الله الاقتراب منها تشديدا على الوقوع فيها (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)) يقول ابن القيم في الداء والدواء : (فأخبر عن فحشه في نفسه، والفاحش هو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقرّ فحشه في العقول حتى عند كثير من الحيوان)
وياااا أسفي ، على حال بنات اليوم…علاقة عاطفية، تفتح بوابة نحو الحرام ، فتتيه الفتاة في شعب الحرام..خلوة..ثم لمسة تتلوها لمسة، ثم اعتياد ثم عرض مستباح ، زنا وضياع ، ثم حمل وفضيحة، ثم طفل بلا ذنب يتحمل العقوبة، و مجتمع يسقط في الهاوية ، يُمنع القطر، ويعم القحط ، و تنتشر الأمراض ؛ ((وما انتشرت الفاحشة في قوم حتى يُعلنوا بها، إلا عَمّتهم الأوجاع والطواعين التي لم تكن في أسلافهم)).
#لذا :
أغلقوا هذه البوابة قبل أن تهلكنا..كل هذه المظاهر المنتشرة ماهي إلا بريد الزنا والفاحشة بل والاغتصاب..
( التبرج، التعطر، التغنج، ابداء المفاتن على مواقع التواصل، الاختلاط، المصاحبة والمخادنة)
أثر الكبائر لا يبدو فقط على الممارسين، بل إنه يؤثر على المجتمع بل الكون أجمع، قال رجل أمام أبو هريرة رضي الله عنه ، إن الظالم لا يظلم إلا نفسه فقال: كذبت والذي نفس أبوهريرة بيده إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم)
ولله المثل الأعلى ومن أصدق من الله قيلا : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس))