في مديح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

اثنين, 12/09/2024 - 15:29

أعِـرنِيَ حرفا إن مدحتُ به أجدى
      وإن رُمْتُ أبدي من شمائله أبدى

وهيهات ما حرف بِمُوفٍ خصاله
      ولا ذو بيان يسـتـطـيـع لها عــدا

لعمرك ما في العالمينَ كأحمد
      تفرَّد فاستوفى المكارم والمجـدا

لقد خصه الرحمان من بين خلقه
      ومـدَّ لـه في كل مـكـرمـة مــــدَّا

وآتـاه وُدًّا مـن لدنـه وخـلَّــــة
      ومن يشإ الرحمان يجعـل له وُدّا

أقرت له بالفضل مذ شبَّ بينها
      قريش، فكان السيد الصادق الفردا

أليس بأزكاهم وأشرفهم؟ بلى
      وأصدقهم قيلا.. وأوفاهـمُ عهــدا

هو المصطفى خلقا وخلقا ومحتدا
      هو المجتبى البر الزكي هو الأندى

عفا إذ تمادوا في الأذية رحمة
     وجاد فما أبقى، وأعطى فما أكدى

أتى الكون فانزاحت غيابة لاتِـهِ
      وأسدى - فِـداه- للبـريـة ما أسدى

هداها لخير الهدي من بعد غيها
      وعلمها التوحيــد والبـر والرشــدا

ويوم به مَـنَّ المُـهـيمـن أبلـج
      بهيج يزف البشر واليمن والسَّعـدا

فأمست به الدنيا سرورا وبهجة
      تردد من بشر به الشكـر والحـمــدا

لقد ولد الهــــادي فيا لِهـنـائـنـا
      بمـولـده، إن النفـــوس به سـعـدى

أيا مولد الهادي تباركت مولدا
     فحمدا لمن أهداك رُحمى بما أهدى

ولسنا نرى ذكراك يوما وليلة
      تبوأت من ذكرى بأحشائنا الخُلـدا

أيا مولد الهادي بأي قصيدة
     نبوح؟ وما تُوفي قصائدنا القصـدا

سوى أننا نشدو بك الشعر قربة
      نـردده زلـفى.. ونُـنـشــده شـهــــدا

تَخِذنا مديح المصطفى الدهر موردا
      وأنعــم به قـصــدا وأنعــم به وِردا

سلام على من خصه الله واصطفى
      وآلٍ، وأصحاب قضوا خلفه جُـنــــدا

عسانا به نحظى بقرب مؤبدٍ
     فلا نختشي بُعـدا ولا نختشي صــدا

 

د. زينب بنت عابدين