كوني مباركة أينما كنتِ

اثنين, 12/09/2024 - 15:19

همستي لكِ ان تكوني مباركة أينما كنت
فقيامك بدور ولو يسير، ومساهمتك بشيء ولو قليل، في الدعوة إلى الله، ونشر الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر= لَدليلٌ على صدق إيمانك، والجدية في التزامك، ومظهر من مظاهر استقامتك، وبرهان على احتسابك وثباتك، وإثبات لصدق ولائك لربك، 
قال عز وجل: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
 
كوني مباركة أينما كنت ...
فأنت أيتها الفتاة المسلمةالملتزمة بشرع الله تعالى، ثروة هائلة؛ لكنها مهدرة، وعملة نادرة؛ لكنها مهملة، وكنز عظيم؛ لكنه مدفون، ؛ لكنه معطَّل!
مواهب مقتولة، وطاقات مكبوتة، فهلا عرفتَ قيمة نفسك؟ واستفدت من قدراتك
كوني مباركة أين ماكنت ...
 
أخيتي كم سمعنا بمستقيمين انحرفوا، وصالحين فسدوا، ومهتدين ضلوا وانتكسوا؛ وما ذلك إلّا لأنهم لم يأخذوا الكتاب بقوة، فتولوا عن طريق الهداية بسبب ذنوبهم
، اختي هذا نبي الله يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام، الذي لم يمنعه بُعده عن أهله، وحبسه في سجنه، وغربته، ووحدته = من حمل همّ الإسلام فقال: ﴿يا صاحبي السجن أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار﴾
أو كفتية الكهف، الذين لم يكتفوا بالإيمان، بل أنكروا فعل قومهم قائلين: ﴿هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بين
 
فكوني مباركة أينما كنت ...
ولاتكوني كمن قيل فيه:
وأنتَ امرؤٌ منّا خُلقتَ لغيرنا *** حياتُكَ لا نفْعٌ وموتك فاجعُ
وهذا حال الأكثرين 
بل كوني كما قال القائل 
إذا القوم قالوا مَن فتى؟ خِلْتُ أنني *** دُعيتُ ولم أكسلْ ولم أتبلّدِ
بل ردّدي قولَ الشافع المشفّع يوم المحشر ﷺ : ((أنا لها))[6] ونافسي ولتكن لك بصمة وأثر أينما حللت بجد ومثابرة، وتضحية ومغامرة، وسابقي إلى رضا الله بهمة عالية، ونفس أبية، وطموح وإصرار، وتوكُّلٍ واحتساب، لا تغريك الملهيات، ولا تشغلك الترّهات، ولا تفتنك الملذات، كوني، راغبة في أعلى الدرجات من الجنات، ولا تعيقك أي عقبة مهما عظمت، ولا تمنعك أي معضلة مهما صعبت، فما هي إلا أوهام وشبهات فلا تبالِ بها، .
ولا تحتقري من المعروف شيئا ولو رأيا، أو فكرة، أو اقتراحا، أو أي عمل مهما كان صغيراً؛ فإن لم تكوني ذهبا فكن فضة، وإن لم تكوني طريقا فكوني ممراً، وإن لم تكوني كاتبًة فكن قارئة، واستعيني بالله ولا تعجزي واعلم ي أنّ العاقبة للمتقين.
وكوني مباركة أينما كنت...

عائشة أحمدو بونا