لطالما حثت السيرة العطرة المؤمنين على أن يكونوا من ذوي المعالي يأنفون سفاف الأمور ويجتنبون أصحاب النفوس الدنية من الذين لم يقدموا لأمتهم نفعا وقد كانوا قادرين على ذلك لكن ضعف همتهم حال بين ذلك كما قال الشاعر:
ومن يتهب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
والمرء حين تخبو همته يعيش فقط ليأكل أو يشرب أو ينام .
ولأن الفتاة لبنة في بناء المجتمع وتنميته فلابد أن تكون على قدر الطموح همتها عالية يحدو في أذنها قول الشاعر :
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فلا تقنع نفسها إلا بالمراتب العالية دينا ودنيا فتكون بذلك من أصحاب الطموح الذين يسمون بأنفسهم وتعلو بهم هممهم يحدوهم قول النبي صلى الله عليه وسلم "الفردوس الأعلى من الجنة " لم يقتصر طموحهم على الجنة وحسب بل أعلى المراتب وأحسنها وأكملها ، أو كموسى حين كلمه ربه عز وجل سمت به نفسه وعلت به همته حتى قال "رب أرني أنظر إليك "
ثم إن أصحاب الهمم العالية عند موتهم سيموتون فارغين كما كتب المؤلف تود هنري في كتابه مُت فارغًا! أو (Die Empty)،والذي قال فيه: "لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك، اختر دائمًا أن تمُوت فارغًا"؛ أيّ كُل الخير الذي في داخلك، سلّمه قبل أن ترحل، إذا كنت تملك فكرةً جيدةً نفَّذها، علمًا نافعًا بلغه، هدفًا عميقًا حقّقه.
هكذا يعيش أصحاب الطموح تعلو همتهم حتى يبلغون الثريا ولهم في الأرض الأثر الطيب الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض
عائشة سالم.