مما لا يخفى على كل ذي بصيرة المكانة السامقة للفتاة في المجتمع ، فهي الرئة النابضة له ومكمن قوته ، فهي إن كانت اليوم بنتا أو أختا ففي المستقبل أما ومصنعا للرجال ومن غير المستساغ أن يفتقد هذا المصنع لإحدى أبرز ركائزه ، ألا وهي العمل الثقافي ، خاصة في زمن أصبحت الثقافة ضرورة حتمية يمليها التطور الحضاري المتسارع ، فما وصل هذا العالم المتحضر لهذه الدرجة من الرقي والإزدهار إلا أنه ولج من أوسع أبواب التقدم والرقي ألا وهو العلم الموصل للثقافة وروافدها ، وإذا ما أعدنا الذاكرة إلى الوراء قليلا نجد أننا كنا نقود ركب الأمم حين كانت لنا ثقافة نتمسك بها ونفتخر بمصدرها الرباني عندما كان لنا الحظ الأوفر والوزن المعتبر في شتى الميادين ، وما إن فقدنا تلك البوصلة حتى اختفى عندنا الرافد الأساسي لاستمرار الثقافة والعمل بها ألا وهو المطالعة التي اندثرت تحت عباءة العولمة وروافدها.. ولما كان الحال على ماهو عليه كان لزاما على الفتاة أن تأخذ دورها وتعي ما يتوجب عليها في هذا ، ومن هنا عليها السعي إلى أن تتمتع بمميزات تخدم هدفها المنشود . ومن أهم هذه المميزات العمل الثقافي الذي أضحى في مؤخرة أولويات الفتاة وهو ما لا ينبغي لحاملة لواء التربية والإصلاح ، فحري بك أيتها الفتاة أن تجعلي من العمل الثقافي نبراسا تضيئين به دربك وتفيدين به غيرك ، فمن في عمرك تستطيع العطاء وذلك لما تتمتع به من مقومات، فأنت الآن فتاة يافعة يدفعك حماس الشباب وتوفر الوسائل ، فما عليك سوى الإستعداد وتحديد الهدف الذي يعتبر العمل الثقافي وسيلته الأولى.
بقلم: زينب / يركيت