ضمائرنا المستتره

جمعة, 04/14/2017 - 08:12

في أنفسنا كما في اللغة تتعدد الضمائر وتختلف، تستتر تارة وتظهر أخرى فيتم تصريف جميع أفعالنا طبقا لها، في اللغة تنقسم الضمائر إلى قسمين رئيسيين مفرد وجمع وفي أنفسنا أيضا لكل من القسمين ضمير يمثله فالأنا والنحن ضميرين بشريين نشيطين أكثر من كونهما لغويين جامدين.
فعندما نتأمل في أنفسنا وننظر من حولنا نجد أن كثيرين منا يعيشون وهم لا يحملون بين جوانحهم إلا الأنا ولا شيء آخر سواها فتتجلى في تصرفاتهم الأنانية وتقديم مصالحهم البحتة على المصالح الجمعوية فتظهر الأنا صارخة في كل حركاتهم وسكناتهم وطبائعهم وتستتر في تفكيرهم لأنفسهم فقط وأهدافهم الضيقة على قدر الأنا.
بينما نجد أيضا أن هناك آخرين يعيشون بضمير النحن فيصرفون أفعالهم طبقا للصالح العام ووفقا لما يخدم المجتمع أو على الأقل بما لا يضره وهؤلاء ضمائرهم أكثر صلابة واكبر نفعا إن ظهرت فالبخير والعطاء وإن إستترت فبنية طيبة.
كما يوجد صنف ثالث كثير متأرجح يحمل بين جنبيه الضميرين معا بنسب متفاوته والذي طغت منهما جره نحو أحد الصنفين السابقين.
وإن نحن واحدة تعادل في وزنها أعدادا كبيرة من الأنا فصاحبها أكثر خلودا وأسمى نفسا وأبقى ذكرا وقديما قالوا من عاش لنفسه عاش صغيرا ومن عاش لغيره عاش كبيرا ومات كبيرا...
فلنهذب ضمائرنا على النحن لتتقلص الأنا ويصبح المجتمع أكثر صلابة وتعاونا وتكاتفا.

مريم جدو خيار