همسات ناعمة..

سبت, 04/30/2016 - 12:57

ما إن تبدأ إرهاصات المراهقة الأولى ببعض تجلياتها المختلفة -كاستعارة الفتاة ملابس أمها و اختلاسها أدواتها للتجميل لتضع منها على حين غفلة من الرقيب ثم التسكع مع صديقاتها في الشارع دون مبرر واضح -حتى تكون البنت قد دخلت مرحلة فاصلة من حياتها قد لا تفهم حيثياتها في حينها لكن كل من حولها يلحظون ذلك التغير الذي طرأ عليها. تصعد الفتاة على متن مرحلتها الجديدة و عيون الوالدين ترقبانها من بعيد مع أمل مشوب بقلق فهل يا ترى آن الأوان لتجني هذه العائلة ثمار سنين طويلة قضتها في الرعاية و الاهتمام ؟ أم أن الوقت لما يحن بعد و على العائلة أن تتحلى بشيء من الصبر حتى لا تقطف الثمرة قبل بدو صلاحها فتتعرض لألم الفقد كمن استعجل شيئا قبل أوانه فعوقب بحرمانه؟ حالة من القلق تلك التي تنتاب الأهل في مرحلة المراهقة الأولى ذلك أن صغيرتهم صارت تملك جسم امرأة لكن عقلها لا يزال صغيرا فقد تتعرض- لا قدر الله -للخداع خاصة و نحن نعيش في مجتمع خطر يؤوي ذئاب بشرية تتربص بها و بمثيلاتها شر الدوائر. ...و الأهل في التعامل مع هذا القلق على مذاهب فمنهم من يأخذ بالحل السريع فيزوج ابنته لأول خاطب يطرق الباب خاصة إذا كان من الأقارب و العشيرة. و ان كانت الإحصائيات تشير الى فشل هذا النوع من الزواج (الزواج المبكر )بنسب عالية و العقل و المنطق أيضا يقولان ذلك؛ فكيف لفتاة صغيرة أن تنوء بمسؤولية كبيرة كبيت و أولاد و ابروتوكولات اجتماعية و أسرية لا ترحم أحدا و لا تستثني صغيرا أو ضعيفا. و المذهب الثاني أيضا مذهب معتمد عند البعض خاصة ممن لم يطرق بعد بابهم خاطب و يقوم في جوهره على التخويف؛ التخويف من هذا الكائن "المرعب " الذي يسمى الرجل فكل ما يتعلق به قد يجلب لك- لا قدر الله - العار : عرقه و مخاطه و حتى رائحته. ...فلتنأي بنفسك و لتحكمي إغلاق أنفك و مع أن الإسلام نهانا عن الاختلاط بغير المحارم إلا أن هذه الفوبيا تزرع في نفس الفتاة وجلا حتى من ذويها من الرجال فنجدها تخاف أن تقترب من ملابس أبيها و إخوانها و حتى أغراضهم الخاصة أيا كان نوعها. ...و لا يخفى ما يخلفه هذا الأسلوب من ضعف لثقة الفتاة في نفسها خاصة أثناء التعامل مع الطرف "الوحش" الذي هو في النهاية كائن يعيش في هذا المجتمع و لا يمكن تجنبه دائما و لا سد الأنف متى ما غدا أو راح. ...و للأمانة ثقافة "التخويف "ثقافة بدوية خالصة و آخذة في التلاشي و إن كانت بعض الأسر نزحت بها إلى المدينة و لا تزال تتناقلتها كموروث أخلاقي مهم. و تبقى التوعية المستمرة و المصارحة ثم الرقابة الجادة مع إعطاء مساحة معقولة من الحرية هي الأساليب الوقائية المثلى... ، حفظ الله جميع بنات المسلمين من كل سوء و جعلهن قرة أعين لذويهن و مصدر اعتزاز و حرزا من النيران

أم البنين محمد لأحمد