في القسم

اثنين, 05/18/2015 - 17:08

كنت أحسب  أن في القسم دراسة  وجدا واجتهادا وتنافسا بين التلاميذ على المراتب والدرجات العلا ، ومهنية وشرحا ومعلومات قيمة يعطيها الأستاذ لتلاميذه بكل رغبة ورحابة صدر.

وأحسب كذلك أن في القسم تلاميذ يوقرون الأستاذ ويحترمونه ، تربطه بهم علاقة أبوة و"قدوية" .

هذا ما كنت أحسبه ، وهذا ما أظنه ينبغي .. وهذا ما سمعته خلال نشأتي الأولى .. وهذا ما عشته فعلا خلال مراحل دراستي الأولى ..

أما أن يكون في القسم أشياء أخرى غير الدراسة والاجتهاد والتحصيل وتقديم القدوة للتلميذ وو... فهذا ما لا أعرفه ولا أستسيغه .

هل من المعقول مثلا أن يكون في القسم سباق محموم بين التلاميذ ـ لا على الرقم (1) ـ ، وإنما على الموضة بكل ألوانها وأشكالها ، بحيث يجد الداخل إلى القسم اليوم فنونا من التنافس على الموضة يخال معها أنه دخل سوق المدينة الكبرى ، فهذه آنسة تلبس آخر صيحة  أنتجتها شرائك المنتجين ، وتقول إنها اشترتها بمبلغ قدره كذا وكذا ، وتلك  أخرى تحمل في يدها هاتفا بعثه لها أبوها الذي يعمل في إحدى الدول الأوروبية ، وأخرى تقول لصويحباتها إنها لن تحضر حصص الأسبوع القادم ، لأنها تعتزم الذهاب في إجازة  إلى "إسطنبول"  ، ورابعة  لم تسمع شيئا من ذلك الحديث كله فهي عنهم في شغل  قد انشغلت بترتيب وتصليح "مكياجها" !!

هل من المعقول أن يكون هناك طالب وطالبة يمضيان وقتهما بجانب بعض خارج القسم ، هل من المعقول أن يكون قدوته في ذلك أستاذه المعروف والمعروفة قصته مع تلميذته فلانه !!

أم هل من المعقول أن يكون هناك أستاذ يهدي طلبته لسبل الضياع والزيغ ، ويصحب من طالباته من يشاء !!

وهل من المعقول أن تكون هناك _في هذه الأجواء_ طالبة تجلس في صمت في زاوية من القسم تأخذ النافع وتدفع الغث الجفاء ، قد أنجزت كل واجباتها ووثقت كل دروسها وجلست في عزم وجد تنتظر بثبات وأناة أستاذ المادة الثانية ؟؟

صدق أولا تصدق أن كل ذلك اللامعقول صار معقولا في القسم ، أن المعقول صار لا معقولا فيه.

ترى من المسؤول عن هذا اللامعقول ، ومن المخطئ فيه أهي أنا كطالبة أم أستاذي أم المؤسسة التعليمية التي أدرس فيها ؟!... 

                                                                                                                   بقلم: افيطيمه شيبة