كتابة عن الكتابة

خميس, 02/19/2015 - 22:08

ما أكثر ما كتبت !! وما أكثر ما قرأت !! كتبت عن أشياء هي :

 وقائع ، ومشاهد ، وأفكار .. كتبت عن الذكريات ، والأحاسيس ، والآمال ..

   وكذلك قرأت ..

( جمعتني وإياك الضمائر السالفة ، ومن الآن سيكون ضمير المتكلم )، هذه المرة الأولى التي أتخيل فيها معنى الكتابة ،

وتكون كتابتي عن الكتابة ..

ما أعذب الكتابة ! وما أصعبها ! وما أشد امتناع حسنها ، وما أسهل جذب ذميمها .. هي تماما كالفتاة /، إذا حسنت امتنعت، وإذا قبحت ابتذلت ، وإذا ابتذلت قبحت ، وإذا امتننعت حسنت !! .. الكتابة إلهام ونسيم لا يأتي كل آن بل له أوقات يهب فيها ، فيأتيك حين لا تريده ويمتنع حين تستدعيه ، فتنادي عليه : ألا يا نسيم الفجر سلم على فجرى  فقد غاب في الليل الطويل من الهجري ألا يانسيم الفجر إن جزت في الربى خفيا كتسليم الحبيبة في الســـــــــــــري فجئني بسر الزهر والماء والندى  لعلي بها أطفي جوى الحب في صدري فإن لبى النسيم النداء .. "أعيى وجود المطلع" فما أصعب خروج الكلمة الأولى .. وإذا ولدت تلك الكلمة فسيأتي سيل المعاني دفاقا .. والكاتب الحق من يستطيع معها أن لا يقول إلا ما يريد، ولا يريد إلا ما يعتقد صدقه ، فإن لكل كلمة معنى وحين تكون الكلمة منك يكون فيها من معناها ومنك !! ..

من الناس من يكتب الكلمات خالية من كل معنى غير ذلك الإيقاع الذي وضعه الله فيها .. ، ومنهم من يكتبها وهي محملة بأنفاسه ، وحشرجاته .. فيتلقاها القارئ فما يظن أنها كتبت إلا له خاصة ، فهي تعبر عن الحق الذي لا مراء فيه، ولا تملق .. هي سبك من الألفاظ السهلة الرشيقة ، والمعاني الصافية العميقة .. ولن يكون ذلك للكاتب إلا إذا عرف مما يقرأ كيف يكتب ، وإذا قرأ ما كتب استبانت له معالم ما سيكتب غدا أو بعد غد .. ذي نفحات عن الكتابة ، وإذا قدر الوصل بيننا فسيكون لي على هذه الصفحات " كلام عن الكلام "

 

        بقلم: الهادي بن المنير بن الطلبة