خطوات عملية للتغيير

خميس, 02/19/2015 - 19:02

تواجه الفتاة اليوم في عالمنا الغريب الآسر الكثير من التحديات التي تشكل عائقا أمام تميزها وتفوقها، وتقف حاجزا دون تحديد موقعها في مجتمعها وإثباتها لذاتها ضمن صراع الحياة الممتد عبر دنيا الأخذ والعطاء القائمة على ثنائية الإفادة والاستفادة، تلك الثنائية التي يحفظ الزمن لمالكها بقاءه ومكانته في هذا الكون الفسيح، يرمي بفاقدها في ذاكرة النسيان خلف أسوار التهميش المظلمة.

 

 

إن من أبرز العوائق التي تحول دون إثبات الذات وتغيير الواقع بسلبياته ونواقصه التي تحول دون صلاحه وتوازنه ضبابية الرؤية وعدم وضوح الهدف سيما للفتاة باعتبارها تعيش مرحلة عمرية تحتاج معها لنضج في الفهم وهمة في السير حتى تتسنى لها المشاركة في دنيا الإفادة والاستفادة الراقية  في معانيها الخالدة في الأذهان إلى ما شاء الله.

إن أول قاعدة يجب على الفتاة كغيرها من البناة أن تعتمدها هي تلك القاعدة القاضية بضرورة السعي وطرق أبواب التسبب بأشكالها، ذلك أنه لا يوجد حصاد دون بذر {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

إذا لم تغيري نفسك أيتها الفتاة فكيف ستغيرين غيرك ومن ذا الذي سيغيرك، هل تتصورين أن هناك من سيهتم بك غيرك ؟ ، ثم إن عليك أن تدركي قيمة التغيير، ألست تحبين أن تكوني أفضل مما أنت عليه الآن. ؟

كل إنسان يتمنى أن يكون أفضل وأحسن ويسعى دائما إلى التفوق والكمال، لكن هناك فرق كبير وبون شاسع بين من يعمل ويبذل مجهودا ليغير نفسه، ومن يرضى بحاله وواقعه لضعف عقله وخفوت همته، ليعيش بذلك في عالم الانهزام الذليل.

وحتى لا تكونين من سكان ذلك العالم البغيض الحقير إليك بعض الخطوات العملية نحو التغيير، بعضها حقائق يجب أن تعيها كل فتاة، بل كل إنسان، والبعض الآخر أفعال ينبغي أن تترجميها إلى واقع ملموس.

   ـ نفسك عدو لك، وهذه العداوة تتطلب منك يقظة ووعيا حتى تستطيعين النجاح في مواجهتها، ولن يتم لك ذلك إلا بإدارتها عن طريق الاستعانة بالقيم والفضائل، والترويض على امتثال ما أمر الآمر الخالق جل جلاله واجتناب ما نهى عنه، فإذا أحسنت ترويض نفسك واستكانت لأمر خالقها فقد أمسكت بزمامها وأبصرت السبيل القويم فلم يبق لك غير أن تسيري على بركة الله مع سبيل الحق والفضيلة والبناء إلى ما شاء الله.

   ـ العلم هو أمضى سلاح تقضين به على عوائق الطريق وتجتازين به عقباته، فلا حياة ولا كرامة ولا بقاء للجهلاء في دنيا العزة والبناء.

   ـ الإضافة هي شعار رحلة البناء، فاحرصي على أن تضيفي جديدا في كل يوم، واحرصي على التدقيق في حسابات البناء بحيث تقفين كل يوم مع كفة الإيجابيات وكفة السلبيات في حياتك، فتضيفين للأولى، وتحذفين من الثانية، وبذلك ستكسبين نجاحا في كل يوم، ومع تراكم النجاحات تتجاوزين مرحلة بناء ذاتك إلى بناء مجتمعاتك. ـ إياك والتراخي أو التأجيل تحت أي ظرف، فالخلل والعيب ليس هو أن نخطأ بل الخلل كل الخلل والعيب كل العيب في أن نتمادى على أخطائنا ونتراخى في تلافيها وتصحيحها، ذلك أن التسويف هو أصل كل بلية.

  ـ حددي نقاط القوة ومكامن الموهبة فيك ثم انطلقي في تنميتها ورعايتها وتعهدها، فإن الفتاة التي تسعى باستمرار لمعالجة أخطائها، وتنمية مواهبها وتحسين أدائها هي فتاة تملك أدوات تغيير بحق، وهي فتاة ــ لا شك ــ تنفع نفسها أولا ويتعدى نفعها للآخرين.. وهي بغيتنا .. هي الفتاة التي ننشدها في مجتمعاتنا لأنها مثال للقدوة الحسنة الناضجة المنشودة في صفوف فتيات أمة الإسلام العظيمة.

 

                                                                                                بقلم: زينب بنت سيدي محمد