الحلقة الثانية من كتاب "ماذا يعني انتمائي للإسلام" فتحي يكن

جمعة, 11/25/2016 - 22:55

2. أن أكون مسلمًا في عبادتي:
العبادة نهاية الخضوع وقمة الشّعور بعظمة المعبود, فهي صلة العبد مع خالقه, وحياة المسلم كلها عبادة, "قل عن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".
وكي أكون مسلمًا في عبادتي يجب علي أن:
1. أن أعبد الله تعالى بإحسان, أي أن أعبد الله تعالى كأني أراه, فإن لم أكن أراه فهو عزّ وجلّ يراني.
2. أن تكون عبادتي خاشعة, أستشعر فيها حرارة الوصول ولذّة الخشوع, وأن يكون قلبي حاضرًا منخلعًا عمّا حولي من مشاغل الدّنيا وهمومها.
فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "كم من قائم حظه من صلاته التعب والنصب" أخرجه النسائي. وقوله: "كم من صائم حظه من صومه الجوع والعطش" أخرجه النسائي.
وروي عن الحسن أنه قال: ( كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع ).
3. أن أكون في العبادة طماعًا نهمًا لا أشبع, فأقترّب إلى الله تعالى بالفرائض, ثمّ أتقرّب إليه بالنّوافل حتّى يجني حبّ الله تعالى امتثالاً لقول الله تعالى في الحديث القدسي:
"من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ن ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته " رواه مسلم .
ومن النوافل: قراءة القرآن وقت الفجر, وصلاة الضحى والتراويح, وصوم الاثنين والخميس, وصوم الأيّام البيض وعرفة لغير الحاج وعاشوراء وستّة من شوّال, والاعتكاف.
4. أن أحرص على قيام الليل ولو بركعتين, فقيام الليل منن أقوى المولّدات الإيمانيّة.
{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} (المزمل:6)

5. أن أقرا القرآن بتفكر وتدبّر وخشوع, وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : "إنّ هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا" وقوله: "أفضل عبادة أمّتي تلاوة القرآن".
6. أن أكثر الدّعاء فهو مخّّ العبادة, وأن أحرص على المأثور منه عند النّوم والاستيقاظ, ولبس الثّوب وخلعه, والخروج من المنزل ودخوله, والمشي إلى المسجد, وعند الطّعام والانتهاء منه, وعند دخول الخلاء والخروج منه, وعند الجماع, وبعد الصّلاة, وعند ركوب السّيّارة, وفي كلّ من شؤون الحياة.

3. أن أكون مسلمًا في أخلاقي
أن أكون مسلمًا في أخلاقي:
بُعث الرسول – صلى الله عليه وسلم – ليتمّم مكارم أخلاقنا, والخلق الحسن ثمرة من ثمار الإيمان,و "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق".
ومن أهم صفات المسلم الأخلاقيّة:
1. التّورّع عن الشّبهات وتجنّبها.

فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – " الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من النّاس. فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه وعرضه" (متفق عليه).
2. غض البصر.
فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "العين تزني والقلب يزني فزنا العين النظر وزنا القلب التمني والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه" و "النظرة سهم من سهام إبليس".
3. صون اللسان.
وقد حذّرنا الرّسول – صلى الله عليه وسلم – فقال: "وهل يكبّ النّاس في النّار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" (أخرجه الترمذي). فينقّي المسلم لسانه من الكذب الذي هو مدخل إلى كثير من المزالق الشيطانية, ومن الغيبة والنميمة وتتبع عورات المسلمين وغيرها من آفات اللسان.
4. الحياء:
فقد قال العلماء: حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح, ويمنع من النقصير في ذي الحق. فالمسلم يتّسم بالحياء, حياءً لا يمنعه من الجرأة في الحق.

5. الحلم والصبر:
صفتان هامّتان يتسلّح بهما المسلم لمواجهة ما يعترض طريقه من مصاعب, فالطريق ليست مفروشة بالورود, والأخ الدّاعية والأخت الدّاعية يخاطبون عقولاً مختلفةً ونفوسًا متباينةً وعليهم الصّبر. وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصّائم القائم", فإذا سبّهم أو شتمهم أحدهم: ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) (الفرقان :63) و (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10).

6. التواضع:
(أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين), وعن الرسول – صلى الله عليه وسلم - : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" (رواه مسلم).

7. الجود والكرم:
أن يكون جوادًا كريمًا, باذلاً ماله ونفسه في سبيل الله,فالكرم من صفات عباد الله المؤمنين (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (الأنفال: 3), (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُم) البقرة : 272). وكم من الهامات انهارت أمام الدرهم والدّينار.

وبذلك يكون المسلم قدوة حسنة وترجمانًا لمبادئ الإسلام في كافّة حركاته وسكونه
4_أن أكون مسلما في بيتي وأهلي
يتبع ...