في مشهد يستعصي على النسيان ,بل يأبى الغياب عن الأفئدة والأبصار , حين يرسم لوحة رائعة لفتيات في سن الصبا وهن يبتسمن في وجه القمع والتذليل , ويسخرن من السجان و آمريه . ليرسلن رسالة إلى العالم بأسره ,مفادها أن عزة المؤمن
لا تستكين للقهر ولا تخشى بطش الطغاة .. تذكرت ذلك المشهد من قناة الجزيرة لفتيات ( سبعه الصبح ) حين تسمو النفوس بالإيمان ف
تسرح في فضائه الذي لا يستطيع المستبدون تقييده أو كبته .. حين تمتلأ القلوب بنور التقوى فلا يقدر الظلامييون على حجبه أو اخفاءه ..حين تعلو الهمم و تكبر الغايات فلا يمكن للحاقدين تقزيمها أو نكرانها ..
إنها معان لا يذوق طعمها إلا من سلك طريق الجد وبحث عن الحق و لزم السبيل المستقيم .. إنها أخلاق لا يتحلى بها إلا من عزم وصبر و استعان بالمعين .. إنها قيم لا يفهمها المكابرون الذين يحاولون طمس ضوء شمس قد اكتمل و شع للناظرين ..وقد يقبل هؤلاء ثبات رجال تمسكوا بالعروة الوثقى وداموا على ذلك. فلا يتوقعون ثنيهم , فيعمدون إلى إبادتهم ومحو آثارهم من الأرض .. إلا أن الشيء الذي لن يستوعبه هؤلاء الظلمة هو الثبات لدى فتيات في هذه السن , وأمام آلات القمع و التنكيل ..
إنهم لا يدركون أنهن بذرة من نبات طيب أصله ثابت و فرعه في السماء ..قد أثمرت ولن تخيب..
ولعل طريق العزة طويل و أشواكه متناثرة , إلا أن الفتاة التي آمنت به لا ترى فيه إلا الشموع الزاهية , والورود المتفتحة , والماء الرقراق.. و ما غير ذلك تحسبه أذى فتعمل على إماطته عن الطريق .
الأستاذة : المفيدة سيدي المختار